الاقتصاد العالمي من مواقع عالمية

توقع مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي زيادات إضافية في سعر الفائدة في الأشهر المقبلة وأن تصل إلى 5.1% بنهاية العام، إذ إنها تقع الآن في نطاق يتراوح بين 4.75% و5% بعد رفعها 25 نقطة أساس الأربعاء. ورجح 10 من صناع السياسات ارتفاع أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية مرة أخرى بنهاية العام الجاري، فيما يرى 7 آخرون إمكانية رفعها لمستوى أعلى. 

 تشهد أسواق المال الأوربية الإثنين تراجعا، رغم صفقة شراء مصرف "كريدي سويس" وهي خطوة رحبت بها عدة جهات أوروبية وأمريكية نظرا إلى أنها قد تمنع حدوث اضطرابات في الأسواق المالية التي تأثرت بعد إفلاس "سيليكون فالي بنك" في الولايات المتحدة. ورغم استحواذ "يو بي أس" على"كريدي سويس" إلا أن عدة بورصات أوروبية كلندن وباريس وفرانكفورت سجلت تراجعا صباح الإثنين.

في خطوة تهدف إلى تجنب حدوث المزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي العالمي، اشترى بنك "يو بي أس" منافسه الأصغر بنك "كريدي سويس" مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري ووافق على تحمل خسائر تصل قيمتها إلى 5.4 مليار دولار في اندماج قوي نفذته السلطات السويسرية. وسارعت الخزانة الأمريكية بالإضافة إلى المركزي الأوروبي للترحيب بالخطوة بسبب مخاوف من اضطرابات جديدة في الأسواق التي ضعفت على إثر إفلاس "سيليكون فالي بنك" في الولايات المتحدة. ويأمل مراقبون بأن تكون الخطوة كافية لتجنيب الأسواق […]

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تحقيقا إخباريا يكشف عن محادثات بين بنك "يو بي إس" أكبر المصارف السويسرية من جهة وبنك "كريدي سويس" من جهة أخرى بهدف استحواذ الأول على الثاني سواء كليا أو جزئيا. وكانت أسهم بنك "كريدي سويس" قد انخفضت بنسبة 8 بالمئة عند إغلاق الأسواق المالية مساء الجمعة الماضي متأثرة بانهيار مصرف "سيليكون فالي" الأمريكي. ويعد بنك كريدي سويس حلقة ضعيفة في القطاع المصرفي بسبب عدد من الفضائح التي تجتاحه منذ عامين.

طمأن حاكم بنك فرنسا المركزي الجمعة بأن "المصارف الفرنسية والأوروبية قوية للغاية" غداة رفع البنك المركزي الأوروبي لمعدل الفائدة وسط حالة من الاضطرابات يشهدها القطاع. وأكّد فرانسوا فيلوروا دي غالو بأن وضع المصارف في التكتل ليس مشابها لما يحدث في الولايات المتحدة، في إشارة إلى انهيار بعض المصارف الإقليمية فيها مؤخرا.

بفعل القلق من اضطرابات القطاع المصرفي، حظيت العملات التي تعد ملاذات آمنة مثل الدولار والين بإقبال كبير خصوصا بعد انتقال تأثير انهيار بنك "سيليكون فالي" بالولايات المتحدة إلى "كريدي سويس" بسويسرا. وأعلن الأخير في بداية التعاملات الآسيوية الخميس أنه سيقترض ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري من البنك المركزي بعدما تراجعت أسهمه وتوقف أكبر مساهم في البنك عن الدعم. وأدى إغلاق "سيليكون فالي" إلى دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ إجراءات طارئة لإتاحة مزيد من التمويل للبنوك.

بعد الإفلاس المأساوي لمجموعة سيليكون فالي المالية، استحوذ بنك (إتش.إس.بي.سي) أكبر مصرف أوروبي الإثنين على وحدة البنك الأمريكي في بريطانيا. وقال وزير الخزانة البريطاني جيريمي هنت إن "الحكومة وبنك إنكلترا سهلا بيع وحدة بنك سيليكون فالي في بريطانيا في خطوة من شأنها حماية الودائع دون دعم من دافعي الضرائب… ويسعدني أننا توصلنا إلى حل في مثل هذا الوقت القصير". وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد قال الأحد إن حكومته تعمل على الحد من أي تداعيات تقع على الشركات جراء انهيار البنك. 

أغلقت السلطات الأمريكية الجمعة مصرف "سيليكون فالي بنك" وفرضت عليه رقابتها حتى إعادة فتحه الاثنين باسم جديد، إثر عجز المؤسسة المالية الكاليفورنية عن تلبية عمليات السحب الهائلة لعملائها. وتسبب ما يعد أكبر إفلاس مصرفي أمريكي منذ الأزمة المالية للعام 2008 وثاني أكبر فشل لبنك للتجزئة في الولايات المتحدة، في قلق الزبائن وتساؤلات حول العواقب وموجة ذعر في الأسواق العالمية.

اتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الجمعة على عقد مفاوضات لنزع فتيل الخلاف التجاري عبر الأطلسي، خصوصا ما يتعلق بإنتاج المعادن الحيوية والصناعات الصديقة للبيئة والسيارات الكهربائية، حسبما أعلنا في بيان أكد أيضا على التزامهما بدعم أوكرانيا في صد الغزو الروسي، وتناول قضايا شائكة أخرى أبرزها الرد على السياسات التجارية الحازمة للصين.

شككت الدول الـ46 الأفقر في العالم بنظام التمويل الدولي والمساعدات متعددة الأطراف ورأت فيه أداة للهيمنة، داعية إلى مراجعة كاملة للنموذج الاقتصادي الموروث عن اتفاقية "بريتون وودز" المبرمة عام 1944 التي أسست صندوق النقد الدولي. ورأى الكثير من قادة الدول أن النظام الذي يحكم المساعدات المقدمة من الشمال إلى الجنوب هو المسؤول عن إبقائها في حالة فقر.